الخميس، 16 فبراير 2012

حوار مع المناضل طالب ك ابراهيم .. شباب مصياف الثورة


في البداية نتمنى أن نشكر الأستاذ طالب ك ابراهيم على تلبية الحوار مع صفحتنا .. وكما توقعنا من الأستاذ طالب لبى الدعوة وأسعدنا بأجوبة تعبر عن روحية الثورة كما نراها .. من خلال هذا الحوار نسلط الضوء على نضال الأستاذ طالب وتعرفنا على رأيه في أغلب النقاط الراهنة بالنسبة لسوريا والثورة من المسألة الطائفية إلى الجيش السوري الحر والمجلس الوطني وهيئة التنسيق وغيرها من النقاط النحلة  في هذه اللحظة التاريخية العظيمة في سوريا

1- باعتبارك ابن مصياف ومناضل تاريخي ضد الاستبداد ومعتقل سابق نود أن تعرّف حمهور صفحتنا بعمق أكثر على نفسك، وعلى نضالك، سنوات اعتقالك، الأحزاب التي ناضلت من خلالها من أجل التغيير، موقعك الحالي في الثورة السورية.

أولاً أحب أن أتحفظ على المصطلحات التي أغنيتني بها " مناضل تاريخي", قبل أن أتحفظ على معنى النضال بحد ذاته..الآن ما يفعله الشباب في الساحات السورية هو النضال..
أنا من مواليد 1969 من مصياف قرية دير ماما..اعتقلت عام 1993 بسبب انتمائي إلى حزب العمل الشيوعي من قبل فرع الأمن العسكري في اللاذقية الذي حولني مع مجموعة من أصدقائي إلى فرع فلسطين ففرع الأمن العسكري في دمشق ومنه إلى سجن دمشق المركزي قبل تحويلنا جميعاً إلى سجن صيدنايا العسكري، لأبقى به حتى نهاية 2000..
أنا مواطن سوري يحمل همّا وطنياً مثل جميع المواطنين وأملاً في التغيير، والانتقال بسوريا من المزرعة إلى الدولة..


2- مصياف تاريخيا كانت من المدن الحالمة بالحرية، قدمت لسوريا الكثير من المناضلين الديموقراطيين، وقدم ريفها عدد كبير من المعتقلين، كيف تقييم وضع المدينة حاليا، هل نجح النظام في توريط كتلة كبيرة من الريف العلوي كريف مصياف بقمعه، وإن كان ذلك، هل تجد آفاقا للمصالحة الوطنية، أو بالأحرى هل سوريا بحاجة إلى مصالحة وطنية؟
من ناحية أخرى، بالنسبة للكتلة الثائرة والمتضامنة مع الثورة، كيف يمكن لها أن تخدم الثورة، ما هي الخطوط العامة لبرنامج الثورة في مصياف ؟ماذا تقترح على شباب مصياف وثوارها في هذه الأيام لخدمة الثورة ؟

لم تبخل أية منطقة في سوريا بأبنائها.. في ظل نظام قمعي ديكتاتوري لاوطني وطائفي، تهافت السوريون من كل المناطق مدناً وأرياف ليسجلوا موقفاً من القمع والعنف والمتاجرة بقضايا الوطن والمواطن، وكانت مصياف مدينة وريفاً نسخة طبق الأصل عن ذلك، لكن ذلك يجب ألا يمنعنا من الحديث عن المرحلة المظلمة التي مرت بها طوائف سوريا كلها بشكل عام، والطائفة العلوية منها بشكل خاص، الطائفة التي استطاع النظام أن ينقلها بكل إصرار وقذارة من مرحلة التوريط بالحكم إلى المشاركة عبر سلسلة تغييرات شكلية وبنيوية طويلة ومعقدة..
في الطائفة العلوية وعلى الرغم من وجود عناصر إجرامية وشبيحة وضعت كل قذارتها في خدمة النظام وآلته الوحشية ، لكن ما يجب أن نؤكده في كل ظرف وتحت أي شرط أن ثمة فئة ليست بالقليلة من الطائفة مازالت على معارضتها للنظام، ومازالت تحاول بشتى الطرق إيصال صوتها إلى إخوتها في الوطن، والأدلة على ذلك كثيرة.. وما يجب أن نعيه أيضاً أن قرية تعداد سكانها عشرة آلاف إذا نزل من بينهم مئة أو مئتين لقمع التظاهرات لايعطي ذلك أبداً تقييماً عن القرية كلها وولائها إن كان للنظام أم للوطن... نعم لقد حاول النظام ومنذ الفترة الأولى إعطاء طابعاً طائفياً للصراع في سوريا، ومازال، ونعي ذلك ولا نعتبر أن المسألة بسيطة، وتنتهي بمجرد تحميل المسؤولية للنظام، بل يجب التعاطي معها بكل جدية ومثابرة.. فضح الطائفية جزء أساسي في عمل الثوار، وبداية قتلها في مهدها.. نعرف أن سوريا ليست بلد أحلام، ولم تك يوماً في ظل حكم النظام بلداً لكل تفاصيله الاثنية والطائفية، وذلك ما أراده النظام وعمل عليه..
سوريا التي نريد سوريا لكل أبنائها بغض النظر عن قوميتهم أو دينهم..
سوريا الآن سوريا التفاصيل، سوريا التي شتتها النظام ومزقها، وسوريا القادمة سوريا العقد الاجتماعي، سوريا السورية..الثورة لاتعني فقط اسقاط النظام بل تعني أيضاً إسقاط كل ما حاول النظام أن يفعله بها..
ليس ثمة خطوط عامة للثورة في مصياف وأخرى في باقي المناطق، سوريا تعيش ثورة واحدة بدايتها إسقاط النظام وجوهرها بناء الدولة المدنية..

3- بالنسبة لهيئة التنسيق، هل أنت عضو فيها؟ كيف تفسر التأتأة التي تميز أداءها السياسي عبر تأخرها في تبني شعار إسقاط النظام وتأخرها في رفض الحوار؟ هل تمتلك هيئة التنسيق قاعدة شعبية ؟ لماذا لا تستعملها إن وجدت لتؤكد حضورها وتشرعنه شعبيا ؟ لماذا تخلى الكثير من المثقفين عن ارتباطهم المباشر بهيئة التنسيق كميشيل كيلو وحازم نهار وسمير العيطة ؟

أنا لست في هيئة التنسيق ولم أكن، على الرغم من الصداقات الكثيرة التي تجمعني بالكثيرين منها.
لقد عجزت أحزاب الهيئة طيلة الفترة السابقة للثورة عن إنتاج وحدة سياسية تعبر حقيقة عن تشكيلاتها المتنوعة، كما عجزت قيادات تاريخية معارضة عن بناء معارضة حقيقية تكون ملاذاً للوطن في محنته، ولسنا هنا في وارد الحديث عن تلك الأسباب، لكن كانت الهيئة مثلما كانت المجالس الوطنية المتناسلة نتاجاً لفعل الثورة، لقد سبق الشارع الحركات السياسية بكثير ومازال يسبقها، ورغم نخبوية الهيئة، وانسلاخها عن المجتمع بشكل عام، إلا أنها تستطيع أن تقوم بدور إيجابي في اللحظة الراهنة مثلما تستطيع بنفس القدر من القوة والممانعة بدور سلبي..
لقد عبر هيثم مناع عن الحركة تلك يمنتهى الصراحة حين قال أن الهيئة تعبر عن الشارع الصامت في سوريا، كلنا نعلم أن الشارع الثوري لا الصامت هو محور التغيير وهو أمله، والهيئة لم تعبر عن الشارع الصامت إلا الآن، وهي بحديثها ذلك تبحث عن حامل لمشروعها, وقد يكون الشارع الصامت للصدفة فقط هو ضالتها، لكن ذلك لايلغي أبداً أهميتها ودورها في مرحلة ما، المرحلة التي تغرق سوريا فيها بالتفاصيل، وتكون الهيئة بحد ذاتها إحداها، أو تعبير عن أحد تفصيلاتها..الهيئة تجميع مأزوم لأحزاب مأزومة، وقد تحدث البعض عن أسباب انسحابهم منها، وتستر الآخرون..

4- حول المجلس الوطني، هل انت مع دعمه للجيش السوري الحر؟ هل تعتقد أن الجيش السوري الحر هو وسيلة يمكن أن يستغلها النظام لإشعال الحرب الأهلية؟ هل تؤيد التدخل الخارجي ؟ إلى أي حد من التدخل الخارجي يمكن أن توافق على معقوليته ؟ هل تعتقد أن بنية المجلس الوطني فيها كفة إسلامية راجحة ؟ ألا ترى أن هذه الكفة إن وجدت هي ترجمة لمعطيات الربيع العربي ؟ كيف يمكن للمجلس الوطني أن يتخلص من الكبير من "تجار" السياسة المنضمين لصفوفه ؟

أنا أعتبر أن الجيش السوري الحر تفصيل من الساحة السورية المتنوعة والمتناقضة أحياناً، مثلما أعتبر أن مجموعات اللاعنف والنضال السلمي تفصيل آخر أيضاً، وأعتقد أن إضفاء غطاء سياسي على الجيش الحر "العسكري" يضفي قوة على عمل المجلس الوطني السياسي مثلما يضفي تغييراً نوعياً على عمليات الجيش الحر ..
إن وجود التيار الإسلامي بالكامل في المجلس الوطني وغيابه تماماً في الهيئة أعطى المجلس شرعية الشارع وقد يعطيه لاحقاً شرعية عربية و دولية، وفق برامج عملية معقدة، تؤثر فيها تعقيدات الوضع السوري بشكل عام.. لا يعاني المجلس فقط من تنوع محكوم بالتناقض بين مكوناته لكنه يعاني أيضاً من تنوع إسلامياته، لكنه على الرغم من كل عيوبه، هو تعبير شبه حقيقي عن تناقضات الساحة السياسية السورية وأفقها الاجتماعي....
وبخصوص التدخل الخارجي.. مازلت مؤمن بقدرة الداخل السوري على إحداث التغيير، وأعتبر أن أي تدخل خارجي غير عسكري لحماية المدنيين قد يصب في مصلحة الثورة ، أما التدخل العسكري فيحتاج إلى حامل إجتماعي وسياسي مازلنا بعيدين عنه كثيراً..

5- بالنسبة للجيش السوري الحر، هل تراه تعبيرا من تعبيرات الثورة ؟ أم أن الثورة براء منه؟ هل يساعد النظام بعنفه على إشعال الحرب الأهلية؟ هل تعتقد أن للحرب الأهلية حاملا ممكنا من الناحية الديموغرافية والأقليمية والسياسية ؟

قلت إن الجيش الحر تفصيل من لوحة مليئة بالتفاصيل وهو تفصيل مهم إذا تم إضفاء طابع سياسي عليه، وليس باعتباره أساساً يبنى عليه..لا أعتقد أن حرباً أهلية قادمة في سوريا على الرغم من محاولات النظام الحثيثة، لقد تغير الجميع، بمن فيهم الإسلاميين، وحده النظام لم يتغير..


ورشة عمل شبابية ثورية

Wednesday, January 18, 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق